تفسير الأعقم - الأعقم  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

النزول : وروي أن سورة { الهاكم } نزلت في حيين من قريش بني عبد مناف ، وبني سهم ، تفاخروا أيّهم أكثر عدداً ، فكثرهم بنو عبد مناف ، فقالت بنو سهم : إن البغي أهلكنا في الجاهلية ، فعادونا بالأحياء والأموات ، فكثرهم بنو سهم .

والمعنى أنكم تكاثرتم بالاحياء ، حتى اذا استوعبتم عددهم صرتم الى المقابر فتكاثرتم بالأموات ، وقيل : كانوا يزورون المقابر فيقولون : هذا قبر فلان ، وهذا قبر فلان ، عند تفاخرهم .

والمعنى : { ألهاكم } ذلك ، وهو مما لا يعنيكم في دنياكم وآخرتكم ، أو أراد { ألهاكم التكاثر } بالأموات والأولاد أنَّى متم وقبرتم منفقين أعماركم في طلب الدنيا ، والاشتياق اليها ، والتهالك عليها ، أي إلى أن أتاكم الموت لا همّ لكم غيرها ، وقيل : نزلت في فخذ من الأنصار ، وقيل : نزلت في اليهود .

ومعنى ألهاكم : شغلكم التكاثر في الدنيا والحرص على جمعكم عما أمركم ربكم حتى مِتم وصرتم من أهل المقابر ، وقيل : حتى متم على ذلك ، ولم تتوبوا ، وقيل : { حتى زرتم المقابر }

/خ8