الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 8 .

قوله تعالى : { ألهاكم التكاثر } أي : شَغَلَكُمْ المباهاةُ والمفاخرةُ بكثرةِ المالِ والأولادِ والعَدَدِ ، وهذا هِجِّيري أبناءِ الدنيا العربِ وغيرهم ؛ لا يتخلصُ منه إلا العلماء المتقون ، قال الفخر : فالألفُ واللامُ في { التكاثر } ليسَ للاسْتِغْرَاقِ ؛ بَلْ للمَعْهُودِ السَّابِقِ في الذِّهْنِ ، وهو التكاثرُ في الدنيا ؛ ولذاتِها وعلائِقها ؛ فإنّه هُو الذي يَمْنَعُ عن طاعةِ اللَّه وعبوديَّتِه ؛ ولما كَان ذلك مُقَرَّراً في العقولِ ومُتَّفَقاً عليه في الأديان لاَ جَرَمَ ؛ حَسُنَ دخولُ حرف التعريف عليه ؛ فالآيةُ دالَّةٌ على أن التكاثرَ والتفاخرَ بما ذُكِرَ مذمومٌ ، انتهى .