الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت بمكة سورة { ألهاكم التكاثر } .

وأخرج الحاكم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم ؟ قالوا : ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية ؟ قال : أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألهاكم التكاثر ؟ » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمون { ألهاكم التكاثر } المغيرة .

وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ { ألهاكم التكاثر } -وفي لفظ وقد أنزلت عليه { ألهاكم التكاثر }- وهو يقول : «يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأبقيت » .

وأخرج الطبراني عن مطرف ، عن أبيه قال : لما أنزلت { ألهاكم التكاثر } قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأبقيت ، أو أعطيت فأمضيت » .

وأخرج عبد بن حميد ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاثة : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدق فأبقى . وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس » .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول ابن آدم : مالي ، وما له من ماله إلا ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو أعطى فأمضى » .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في شعب الإِيمان - وضعفه - عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : «قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني قارئ عليكم سورة { ألهاكم التكاثر } ، فمن بكى فقد دخل الجنة ، فقرأها فمنا من بكى ، ومنا من لم يبك ، فقال الذين لم يبكوا : قد جهدنا يا رسول الله أن نبكي فلم نقدر عليه . فقال : إني قارئها عليكم الثانية فمن بكى فله الجنة ، ومن لم يقدر أن يبكي فليتباك » .

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، وهو يقرأ { ألهاكم التكاثر } حتى ختمها .

وأخرج البخاري وابن جرير عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : كنا نرى هذا من القرآن : لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ثم يتوب الله على من تاب ، حتى نزلت سورة { ألهاكم التكاثر } إلى آخرها .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { ألهاكم التكاثر } قال : قالوا : نحن أكثر من بني فلان ، وبنو فلان أكثر من بني فلان ، فألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالاً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { ألهاكم التكاثر } قال : نزلت في اليهود .

وأخرج الترمذي وحنيش بن أصرم في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : نزلت { ألهاكم التكاثر } في عذاب القبر .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ألهاكم التكاثر } قال : في الأموال والأولاد .

وأخرج الحاكم -وصححه- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أخشى عليكم الفقر ، ولكن أخشى عليكم التكاثر ، وما أخشى عليكم الخطأ ، ولكن أخشى عليكم التعمد » .

3