لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي ثماني آيات ، وثمان وعشرون كلمة ، ومائة وعشرون حرفا .

قوله عزّ وجلّ : { ألهاكم التكاثر } أي شغلتكم المفاخرة ، والمباهاة ، والمكاثرة بكثرة المال ، والعدد ، والمناقب عن طاعة الله ربكم ، وما ينجيكم من سخطه ، ومعلوم أن من اشتغل بشيء أعرض عن غيره ، فينبغي للمؤمن العاقل أن يكون سعيه وشغله في تقديم الأهم وهو ما يقربه من ربه عزّ وجلّ . فالتفاخر بالمال والجاه والأعوان والأقرباء تفاخر بأخس المراتب ، والاشتغال به يمنع الإنسان من الاشتغال بتحصيل السّعادة الأخروية التي هي سعادة الأبد ، ويدل على أن المكاثرة والمفاخرة بالمال مذمومة ، ما روي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية { ألهاكم التكاثر } فقال : " يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت ، أو أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت " ، أخرجه التّرمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . ( خ ) عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يتبع الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد : يتبعه ماله وأهله وعمله ، فيرجع أهله وماله ، ويبقى عمله " .