تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ} (24)

فلما سمع موسى كلامهما رحمهما وسقى لهما غنمهما ، وروي أن الرعاة كانوا يضعون على رأس البئر حجراً لا يقلبه إلا سبعة رجال ، وقيل : عشرة : وقيل : أربعون ، وقيل : مائة فقلبه وحده ، وروي أنه سألهم دلو من الماء فأعطوه وقالوا : استق بها وكان لا ينزعها إلا أربعون فاستقى بها وصبّها في الحوض ودعا بالبركة ، وروي أنه دفعهم عن الماء حتى سقى لهما وإنما فعل هذا رغبة في المعروف وإغاثة للملهوف مع ما كان به من النصب والجزع { ثم تولّى إلى الظل } ، قيل : ظل شجرة { فقال رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير } ، قيل : أدركه جوع شديد ، ويحتمل أن يريد أني محتاج إلى الدنيا لأجل ما أنزلت إليَّ من خير الدين وهو النجاة من الظالمين ، وروي أنهما لما رجعا إلى أبيهما قال لهما : ما أعجلكما ؟ قالتا : وجدنا رجلاً صالحاً رحمنا وسقى لنا ، قال لإِحداهما : إذهبي فادعيه لي ، فتبعها موسى وقال لها : امشي خلفي وانعتي لي الطريق