بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ} (24)

وقال في رواية الكلبي : كان للبئر دلو يجتمع عليه أربعون رجلاً حتى يخرجوه من البئر ، فجاء موسى أهل الماشية ، فسألهم أن يهيئوا له دلواً من الماء . فقالوا : إن شئت أعطيناك الدلو على أن تسقي أنت . قال : نعم ، فأخذ موسى عليه السلام الدلو ، فسقى بها وحده ، فصب في الحوض ، ثم قربتا غنمهما فشربت ، فذلك قوله عز وجل : { فسقى لَهُمَا } يعني : أغنامهما { ثُمَّ تولى إِلَى الظل } يعني : تحول إلى ظل الشجرة { فَقَالَ رَبّ إِنّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } أي : لما أنزلت إلي من الطعام ، فأنا محتاج إلى ذلك أنه كان جائعاً ، فسأل ربه ، ولم يسأل الناس ، ففطنت الجاريتان ، فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة . فقال أبوهما : هذا رجل جائع . وقال لإحداهما : اذهبي فادعيه فلما أتته عظمته ، وغطت وجهها فذلك قوله : { فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى استحياء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }