تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ} (24)

[ الآية 24 ] وقوله تعالى : { فسقى لهما ثم تولى إلى الظل } دل أن البئر التي كانت تسقى الماشية منها كانت في الشمس حين{[15295]} أخبر أنه سقى لهما [ ثم ]{[15296]} تولى إلى الظل . وفيه أن لا بأس بأن يجلس في{[15297]} الظل .

وقوله تعالى : { فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } قيل : إن هذا منه شكاية عما أصابه من الجوع لأنه ذكر أنه خرج من المصر إلى مدين هاربا من فرعون وقومه غير متزود ، وهو مسيرة ثماني ليال .

وفيه دلالة أن لا بأس للرجل أن يخبر ، ويذكر ، عما هو [ فيه ]{[15298]} من الشدة والبلاء حين{[15299]} ذكر موسى حاله التي هو فيها من الجوع الذي أصابه . وكذلك{[15300]} ما قال في آية أخرى : { لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } [ الكهف : 62 ] وذلك يرد قول من يقول : إن مثل هذا يخرج مخرج الشكاية إلى الله . ولو كانت شكاية لكان موسى لا يقول ذلك ، ولا يذكره .


[15295]:- في الأصل وم: حيث.
[15296]:- ساقطة من الأصل وم.
[15297]:- من م، في الأصل: يخلو.
[15298]:- ساقطة من الأصل وم.
[15299]:- في الأصل وم: حيث.
[15300]:- من م، في الأصل: وكذلك.