الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ} (24)

ثم قال تعالى{[53503]} : { فسقى لهما{[53504]} ثم تولى إلى{[53505]} الظل }[ 24 ] ، أي{[53506]} فسقى لهما موسى قبل الوقت الذي تسقيان فيه ثم تولى إلى الظل ، وهو الموضع الذي لن يكن عليه شمس .

والفيء{[53507]} : الموضع الذي كانت عليه شمس ، ثم زالت ، والظل هاهنا{[53508]} : ظل الشجرة .

وقال السدي{[53509]} : الشجرة{[53510]} : سمرة . روي{[53511]} أنه فتح لهما عن رأس بئر كان عليه حجر لا يطيق رفعه إلا جماعة من الناس ثم استقى { فسقى لهما ثم }[ 24 ] ، قاله مجاهد والسدي{[53512]} .

قال السدي{[53513]} : أروى غنمهما فرجعتا سريعا ، وكانتا إنما تسقيان{[53514]} . من فُضول الحياض .

قال{[53515]} عمر بن الخطاب{[53516]} : لما فرغ الناس من سقيهم أعادوا الصخرة على البئر ، ولا يصير لرفعها إلا عشرة رجال ، فإذا هو بامرأتين تذودان : { قال ما خطبكما }[ 23 ] ، فحدثتاه ، فأتى الحجر فرفعه ، ثم لم يستق إلا دلوا واحدا حتى رويت الغنم ، ورجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه و { تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }[ 24 ] .


[53503]:ز: قوله.
[53504]:ز: لهم.
[53505]:"إلى" سقطت من ز.
[53506]:من "أي...إلى الظل" ساقط من ز.
[53507]:انظر: اللسان1/124 مادة فيأ.
[53508]:ز: هنا.
[53509]:انظر: ابن جرير20/58.
[53510]:ز: الشجر شمس.
[53511]:ز: وروي.
[53512]:الرواية عن السدي، انظر: ابن جرير20/57-58، وزاد المسير6/213.
[53513]:ابن جرير20/57-58.
[53514]:ز: تسقيان.
[53515]:انظر: القرطبي13/269، وابن كثير5/271.
[53516]:بعده في ز: رضي الله عنه.