{ فسقى لهما } أي : سقى أغنامهما لأجلهما رغبة في المعروف وإغاثة للملهوف ، قال المحلي : سقى من بئر أخرى ، لقربها ، رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس انتهى { ثم } لما فرغ من السقي لهما { تولى إلى الظل } أي : انصرف إليه فجلس فيه من شدة الحر وهو جائع . قيل : كان هذا الظل ظل سمرة هنالك ، وهي شجرة من شجر الطلح وفيه دليل على جواز الاستراحة في الدنيا بخلاف ما يقوله بعض المتقشفة .
{ فقال } أي ثم قال لما أصابه من الجهد والتعب مناديا لربه { رب إني لما أنزلت إلي من خير } أي خير كان { فقير } أي محتاج إلى ذلك واللام بمعنى إلى ، قال الأخفش : يقال هو فقير له وإليه ، قال ابن عباس لقد قال موسى رب الخ وهو أكرم خلقه عليه ، ولقد افتقر إلى شق تمرة ، ولقد لصق بطنه بظهره من شدة الجوع . وعنه قال : ما سأل إلا الطعام ؛ وعنه قال : سأل فلقا من الخبز يشد بها صلبه من الجوع ، ويحتمل أن يريد أني فقير من الدنيا لأجل ما أنزلت إليّ من خير الدين وهو النجاة من الظالمين ، لأنه كان عند فرعون في ملك وثروة ، قال ذلك رضا بالبدل السني ، وفرحا بالعوض الهني ، وشكرا لله على الغني . وقال ابن عطاء : نظر من العبودية إلى الربوبية ، وتكلم بلسان الافتقار ، لما ورد على سره من الأنوار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.