قوله : «فَسَقَى لَهُمَا » مفعوله محذوف أي : غنمهما لأجلهما{[40015]} ، { ثُمَّ تولى إِلَى الظل } أي : إلى ظل شجرة فجلس في ظلها من شدة الحر وهو جائع . قال الضحاك : لبث سبعة أيام لم يذق طعاماً إلا بقل الأرض{[40016]} .
«لِمَا أَنْزَلْتَ » متعلق ب «فَقير » قال الزمخشري : عُدِّي فقير{[40017]} باللام لأنه ضمن معنى سائل وطالب ويحتمل إني فقير من الدنيا لأجل ما أنزلتَ إِليَّ من خير{[40018]} الدين ، وهو النجاة من الظالمين{[40019]} .
يعني أن افتقر يتعدى ب «مِنْ » ، فإمَّا أن نجعله من باب التضمين ، وإمّا أَنَّ{[40020]} متعلقه محذوف و «أَنْزَلْتَ » قيل ماض على أصله ، ويعني بالخير ما تقدم من خير الدين ، وقيل : بمعنى المستقبل{[40021]} . قال أهل اللغة : اللام بمعنى إلى ، يقال : فقير له ، وفقير إليه ، فإنْ قيل : كيف ساغ بنبي الله شعيب أن يرضى لابنتيه{[40022]} السعي بالماشية فالجواب : أنَّ الناس اختلفوا فيه : هل هو شعيب أو غيره كما تقدم ، وإن سلمنا أنه شعيب{[40023]} لكن لا مفسدة فيه ، لأن الدين لا يأباه ، وأحوال أهل{[40024]} البادية غير أحوال أهل الحضر{[40025]} سيما إذا كانت الحالة حالة{[40026]} ضرورة{[40027]} .
قال ابن عباس : سأل الله تعالى فلقة خبز يقيم بها صلبه{[40028]} . قال الباقر{[40029]} : لقد قالها وإنه لمحتاج إلى شق تمرة{[40030]} ، وقال سعيد بن جبير : قال{[40031]} ابن عباس : لقد قال{[40032]} { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } وهو أكرم خلقه عليه ، ولقد افتقر إلي شق تمرة{[40033]} ، وقيل : إنما قال ذلك في نفسه مع ربه ، وهو اللائق بموسى عليه السلام{[40034]} فلما رجعتا إلى أبيهما سريعاً قبل الناس وأغنامهما حُفّل بِطَان{[40035]} قال لهما : ما أعجلكما : قالتا : وجدنا رجُلاً صالِحاً رحيماً فسقى لنا أغنامنا ، فقال لإحداهما : اذهبي فادعيه لي{[40036]} ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.