الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ} (24)

{ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ } قال السدي : ظلّ شجرة ، وروى عمر بن ميمون ، عن عبد الله قال : أحييت على جمل لي ليلتين حتى صبّحت مدين ، فسألت عن الشجرة التي آوى إليها موسى فإذا شجرة خضراء ترق فما هوى إليها جملي ، وكان جائعاً ، فأخذها فعالجها ساعة فلم يقطعها ، فدعوت الله سبحانه لموسى ثم أنصرفت .

{ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ } قال قطرب : اللام ههنا بمعنى إلى تقول العرب : احتجت له ، واحتجت إليه بمعنى واحد ، { مِنْ خَيْرٍ } أي طعام { فَقِيرٌ } محتاج ، قال ابن عباس : لقد قال ذلك وإنّ خضرة البقل تتراءى في بطنه من الهزال ما يسأل الله سبحانه إلاّ أكله .

قال الباقر : لقد قالها وإنّه لمحتاج إلى شق تمرة .

قالوا : فلمّا رجعتا إلى أبيهما سريعاً قبل الناس وأغنامهما حُفّل بطان ، قال لهما : ما أعجلكما ؟ قالتا : وجدنا رجلا صالحاً رحمنا ، فسقى لنا أغنامنا ( قبل الناس ) ، فقال لإحداهما : اذهبي فادعيه لي .