تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (116)

{ وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك } قيل : الخطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : المراد هو وغيره { يضلوك عن سبيل الله } يعني عن دين الله تعالى { وان هم إلاّ يخرصون } أي يكذبون ، قوله تعالى : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } الآية نزلت قيل : إنه لما نزل تحريم الميتة كتب مجوس فارس إلى مشركي العرب أن محمد يزعم أنه متبع لأمر الله تعالى ، وما ذبح الله لا يأكلونه وما ذبحوه يأكلونه ، فكتب المشركون بذلك إلى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنزلت الآية ، وقيل لهم : أحلوا ما أحلَّ الله وحرِّموا ما حرم الله ، وقوله : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } الخطاب للمؤمنين ، وقيل : هو عام مما ذكر اسم الله عليه يعني عن ذبحه ذكر اسم الله دون الميتة وما ذبح وسمي عليه الأصنام واسم الله قيل : هو بسم الله ، وقيل : هو كل قول ذكر الله فيه تعظيم كقول الله أو بذكر الرحمن كقوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [ الأعراف : 180 ] ، وقوله : { إن كنتم بآياته مؤمنين } فكلوا مما أحل دون ما حرم { وما لكم } أي ما الذي يمنعكم { ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه } عند الذبح { وقد فصل لكم ما حرم عليكم } أي بيَّن ، قيل : هو ما ذكره تعالى في سورة المائدة في قوله تعالى : { حرمت عليكم الميتة } [ المائدة : 3 ] إلى آخرها { إلا ما اضطررتم اليه } من الجوع وخاف على نفسه حل أكله { وان كثيراً ليضلون بأهوائهم } يضلون أنفسهم وغيرهم باتباع أهوائهم بالتحليل والتحريم دون اتباع الأدلة والشريعة { بغير علم } يعني أنهم لم يعتقدوا ذلك عن يقين وعلم