الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ} (116)

قوله : { وإن تطع أكثر من في الأرض ( يضلوك ){[21565]} } الآية [ 117 ] .

والمعنى : أن هذه الآية نزلت في أكل الميتة ، قال المشركون للمسلمين : أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون{[21566]} ما قتل ربكم ، فأنزل الله عز وجل خطابا{[21567]} للنبي وأمّته{[21568]} ، وإن تطيعوا{[21569]} هؤلاء وأكثر من في الأرض فيما دعوكم إليه من أكل الميتة أو أكل ذبائحهم لآلهتهم وما أهلوا{[21570]} به لغير الله ، يضلوكم عن الحق ، فإنهم ليس يتبعون في أمرهم إلا الظن ، وليس ما يصنعون على يقين من أمرهم ، إذ ليس عندهم به كتاب ولا رسول ، { وإن هم إلا يخرصون } الكذب{[21571]} ، ويقولون ما لا يحب الله ، والله ( يعذب ){[21572]} الكفار على ظنهم وجهلهم . قال تعالى{[21573]} : { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا } ، ثم قال : { ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار }{[21574]} .


[21565]:ساقطة من ب د.
[21566]:ب د: تأكلوا.
[21567]:ب د: خطاب.
[21568]:انظر: معاني الفراء 1/352 وفيه: (هذه الآية) بدلا من: (خطابا...)، وانظر: التعليق عليه في بداية تفسير الآية 122 الآية.
[21569]:ب: نصفوا.
[21570]:ب: أصلوا.
[21571]:انظر: تفسير الطبري 12/64، 65.
[21572]:أ: بهدف.
[21573]:ب د: الله تعالى.
[21574]:ص آية 26، وانظر : معاني الزجاج 2/285.