تفسير الأعقم - الأعقم  
{قُلۡ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ يَشۡهَدُونَ أَنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَاۖ فَإِن شَهِدُواْ فَلَا تَشۡهَدۡ مَعَهُمۡۚ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ} (150)

{ قل } يا محمد { هلمَّ شهداءكم } أي احضروا شهداءكم على ما ادعيتم { الذين يشهدون ان الله حرم هذا } وقيل : احضروا حجتكم على ما قلتم { فإن شهدوا فلا تشهد معهم } يعني لا تسلم لهم ما شهدوا به ولا تصدقهم لأنه إذا سلم فكأنه شهد معهم { ولا تتبع أهواء الَّذين كذبوا بآياتنا } الآية ، وقوله : { يعدلون } أي يشركون ، قوله تعالى : { ألا تشركوا به شيئا } احكام هذه الآيات الظاهرة من قوله تعالى : { اتل ما حرم ربكم عليكم } إلى قوله تعالى : { وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون } { وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه } عن ابن عباس هذه الآيات محكمات لم ينسخهن شيء من جميع الكتب ، وقيل : هن أم الكتاب من عمل بهن دخل الجنة ومن تركهن دخل النار ، وعن كعب الأحبار : والَّذي نفس كعب بيده ان هذه الآيات لأول شيء في التوراة { ولا تقتلوا أولادكم } أي لا تدفنوا بناتكم { من إملاق } يعني خوف الفقير { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن } أي ما أعلنتم وما أسررتم { ولا تقتلوا النفس الَّتي حرم الله إلا بالحق } وهي كل نفس مؤمنة أو معاهدة إلاَّ بالحق يعني ما أباح قتلها وهو الارتداد والقصاص والرجم ذلك المذكور لكم { وصاكم به لعلكم تعقلون } { ولا تقربوا مال اليتيم إلاَّ بالتي هي أحسن } أنفع وأعدل ، وقيل : حفظ ماله إلى أن يكبر فيسلم إليه { وإذا قلتم فاعدلوا } أي أصدقوا في مقالتكم { ولو كان ذا قربى } أي ذا قرابة منكم { وبعهد الله أوفوا } ، قيل : عهده في فرائضه وما أوجب عليكم فافعلوا ، وقيل : ما أوصى به في هذه الآيات .