اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ كَانَتۡ أَعۡيُنُهُمۡ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكۡرِي وَكَانُواْ لَا يَسۡتَطِيعُونَ سَمۡعًا} (101)

قوله : { الذين كَانَتْ } : يجوز أن يكون مجروراً بدلاً من " لِلْكافِرينَ " أو بياناً ، أو نعتاً ، وأن يكون منصوباً بإضمار " أذمُّ " وأن يكون مرفوعاً خبر ابتداءٍ مضمرٍ .

ومعنى { كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ } : أي : [ غشاءٍ ، والغطاء : ما يغطِّي الشيء ويسترهُ { عَن ذِكْرِي } : عن الإيمان والقرآن ، والمراد منه : شدَّة انصرافهم عن قَبُول الحقِّ ، وعن الهدى والبيان ، وقيل : عن رؤية الدلائل : { وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } .

أي : سمع الصَّوت ، أي : القبول والإيمان ؛ لغلبةِ الشَّقاء عليهم .

وقيل : لا يعقلون ، وهذا قوله : { فَعَمُواْ وَصَمُّواْ } [ المائدة : 71 ] .

أما العمى ، فهو قوله : { كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي } وأما الصّمم فقوله : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } .

أي : لا يقدرون [ أن يَسْمَعُوا ] من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتلوه عليهم ؛ لشدَّة عداوتهم له .