اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗا} (88)

قوله تعالى : { وَقَالُواْ اتخذ الرحمن وَلَداً } تقدم خلافُ القراء في قوله { ولداً } بفتح اللام وسكونها ، وأنهما لغتان{[22647]} مثل العَرَبِ والعُرْبِ والعَجَم والعُجْم{[22648]} .

واعلم أنَّه لمَّا ردَّ على عبدة الأوثان عاد إلى الرَّد على من أثبت له ولداً{[22649]} .

فقالت اليهود : عزيزٌ ابنُ الله ، وقالت النصارى : المسيحُ ابن الله{[22650]} ، وقالت العرب : الملائكة بناتُ الله . وههنا الرد على الذين قالوا : الملائكة بنات الله ، وهم العرب الذين يعبدون الأوثان ، لأن الرد على النصارى تقدم أول السورة{[22651]} .


[22647]:عند قوله تعالى: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدي} [77 من السورة نفسها].
[22648]:في ب: والعجز والعجز. وهو تحريف.
[22649]:في ب: ولد.
[22650]:قال الله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون} [التوبة: 30].
[22651]:وتقدم الرد على كل من اليهود والنصارى في قوله تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله} [التوبة: 30].