{ كَلاَّ } ليس الأمر كما زعموا { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ } أي : " كُلُّهم سيكفُرُون بعبادِة " {[22486]} هذه الأوثان{[22487]} .
قوله : { سَيَكْفرُونَ } يجوز أن يعود الضمير{[22488]} على الآلهة ، لأنه أقرب مذكور ، ولأن الضمير في " يَكونُونَ " {[22489]} أيضاً عائد عليهم فقط{[22490]} ، ومثله { وَإِذَا رَأى الذين أَشْرَكُواْ شُرَكَاءَهُمْ } ثم قال { فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ القول إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ }{[22491]} .
قيل : أراد بذلك الملائكة ، لأنهم يكفرون بعبادتهم " ويتبرءون منهم " {[22492]} ويخاصمونهم وهو المراد بقوله : { أهؤلاء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ }{[22493]} .
وقيل : إن الله -تعالى- يحيي الأصنام يوم القيامة حتى يوبِّخوا عبَّادها ويتبرءوا{[22494]} منهم فيكون ذلك أعظم لحسرتهم{[22495]} .
وقيل : الضمير يعود على المشركين ، ومثله قوله{[22496]} : { والله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ }{[22497]} إلا أنَّ فيه عدم توافق الضمائر ، إذ الضمير في " يَكُونُونَ " عائد إلى الآلهة{[22498]} .
و{[22499]} " بِعبَادتهِمْ " مصدر مضاف إلى فاعله ، إن عاد{[22500]} الضمير في عبادتهم على المشركين العابدين{[22501]} ، وإلى المفعول إن عاد على الآلهة{[22502]} .
قوله : { ضِدًّا } إنما وحَّده وإن كان خبراً عن جمع لأحد وجهين{[22503]} : إما لأنه مصدر في الأصل{[22504]} ، " والمصادر موحَّدة مذكَّرة ، وإمَّا لأنه مفرد في معنى الجمع{[22505]} .
قال الزمخشري{[22506]} " : والضِّدُّ : العَوْن ، وحِّد توحيد قوله عليه السلام{[22507]} : " وهُم يَدٌ على مِنْ سِوَاهُم{[22508]} " لاتفاق كلمتهم ، وأنَّهم كشيء واحد لفرط تضامنهم وتوافقهم{[22509]} . والضَّدُّ : العونُ والمعاونة ، ويقال{[22510]} : من أضدادكم ، أي : أعوانكم .
قيل : سمي{[22511]} العونُ ضدًّا ، لأنه يضاد من يعاديك وينافيه بإعانته لك{[22512]} عليه{[22513]} .
وفي التفسير : إنَّ الضِّدَّ هنا الأعداء{[22514]} . وقل : القرن{[22515]} . وقيل : البلاء{[22516]} . وهذه تناسب معنى الآية .
قيل{[22517]} : ذكر ذلك في مقابلة قولهم " عِزًّا " ، والمراد ضد العِزّ ، وهو الذُّلُّ والهوان ، أي : يكونون عليهم ضِدًّا لما قصدوا وأرادوه . كأنه قيل : ويكون عليهم ذلاًّ لهُم{[22518]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.