اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ ٱخۡسَـُٔواْ فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (108)

قوله : «اخْسَئُوا فِيهَا » أقيموا فيها ، كما يقال للكلب إذا طُرد اخسأ ؛ أي : انزجر كما تنزجر الكلاب إذا زُجرت ، يقال : خسأ الكلب وخَسَأَ بِنَفْسِه{[33456]} . «وَلاَ تُكَلمون » في رفع العذاب فإِنّي لا أرفعه عنكم ، وليس هذا نهياً ، لأنّه لا تكليف في الآخرة {[33457]} .

قال{[33458]} الحسن : هو آخر كلام يتكلم به أهل النار ، ثم لا يتكلّمون بعده إلا الشهيق والزفير . ويصير لهم عواء كعواء الكلب{[33459]} لا يَفْهَمُون ولا يُفْهمُون {[33460]} .


[33456]:أي: أنه يتعدى ولا يتعدى. اللسان (خسأ).
[33457]:انظر الفخر الرازي 23/126.
[33458]:في ب: وقال.
[33459]:عوى الكلب والذئب يعوي عيا وعواء وعوة وعوية. لوى خطمه، ثم صوت، وقيل: مد صوته ولم يفصح اللسان (عوى).
[33460]:انظر البغوي 6/44.