اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَنجَيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (119)

قوله : { فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَعَهُ فِي الفلك المشحون } .

قال الزمخشري : الفُلك : السفينة ، واحدها : فُلْك ، قال الله تعالى : { وَتَرَى الفلك مَوَاخِرَ فِيهِ } [ النحل : 14 ] فالواحد بوزن ( قُفْل ){[37572]} والجمع بوزن ( أُسْد ){[37573]} وَالمَشْحُون : «المَمْلُوء المُوقَر » ، يقال : شَحَنَها عليهم خَيْلاً ورجَالاً أي ملأها{[37574]} والشَّحْنَاء : العداوة لأنهما تملأ الصدور إحناً{[37575]} . والفُلْك هنا مفرد بدليل وصفه بالمفرد ، وقد تقدم الكلام عليه في البقرة{[37576]} .

فصل :

دلَّت الآية على أن الذين نجوا معه كان فيهم كثرة ، وأن الفلك امتلأ بهم وبما صحبهم من الحيوانات ،


[37572]:في النسختين: فعل. والتصويب من الكشاف.
[37573]:الكشاف 3/121.
[37574]:ما بين القوسين وزيادة يظهر بها المعنى.
[37575]:انظر اللسان (شحن).
[37576]:عند قوله تعالى: {...والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس} [البقرة: 164].