اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ} (54)

قوله تعالى : { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } الآية ، «ولُوطاً » إمّا منصوب عطفاً على «صالحاً » أي : وأرسلنا لوطاً{[39227]} ، وإمّا عطفاً على «الَّذِينَ آمَنُوا » ، أي : و أنجينا لوطاً{[39228]} ، وإمّا «باذْكُر » مضمرة{[39229]} ، و «إذْ قَالَ » : بدل اشتمال من «لُوطاً »{[39230]} ، وتقدّم نظيره في مريم{[39231]} وغيرها .

«أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ » استفهام على وجه الإنكار ، والتوبيخ بمثل هذا اللفظ أبلغ ، و«الفَاحِشَةِ » : الفعلة القبيحة .

قوله : «وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ » جملة حالية من فاعل «تَأْتُونَ » أو من «الفَاحِشَةَ » ، والعائد محذوف ، أي : وأنتم تبصرونها لستم عمياً عنها جاهلين بها ، وهو أشْنَعُ . وقيل : المعنى يرى بعضكم بعضاً ، وكانوا لا يستترون ، عنوّاً منهم{[39232]} . فإن قيل : إذا فسرت «تُبْصِرُونَ » بالعلم ، وبعده : { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } فكيف يكون علماً جهلاً ؟ فالجواب :

تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك ، أو تجهلون العاقبة ، أو أراد بالجهل : السفاهة والمجانة التي كانوا عليها{[39233]} .


[39227]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/153، الكشاف 3/147، البيان 2/225، البحر المحيط 7/86.
[39228]:انظر البحر المحيط 7/86.
[39229]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/153، الكشاف 3/147، البيان 2/225، البحر المحيط 7/86.
[39230]:انظر الكشاف 3/147.
[39231]:عند قوله تعالى: {ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربَّه نداءً خفياً}[مريم: 2، 3].
[39232]:انظر الكشاف 3/147.
[39233]:انظر الكشاف 3/147، الفخر الرازي 24/204.