قوله : { فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ } : قرأ الكوفيون{[39201]} بفتح «أَنَّا » ، والباقون بالكسر{[39202]} ، فالفتح من أوجه :
أحدها : أن يكون على حذف الجر ، لأنَّا دمّرناهم ، و «كَانَ » تامّة ، و «عَاقِبَةُ » فاعل بها ، و «كَيْفَ » : حال{[39203]} .
الثاني : أن يكون بدلاً من «عَاقِبَةُ » ، أي : كيف كان تدميرنا إيّاهم ، بمعنى كيف حدث{[39204]} .
الثالث : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي : هي أنَّا دمَّرناهم ، أي : العاقبة تدميرنا إياهم{[39205]} ، ويجوز مع هذه الأوجه الثلاثة أن تكون كان ناقصة ، ويجعل «كَيْفَ » خبرها{[39206]} ، فتصير الأوجه ستة ، ثلاثة مع تمام «كَانَ » وثلاثة مع نقصانها ، ونزيد مع الناقصة وجهاً آخر ، وهو أن يجعل «عَاقِبَة » اسمها ، و «أَنَّا دَمَّرناهُم » خبرها ، و «كَيْفَ » : حال{[39207]} ، فهذه سبعة أوجه ، والثامن : أن تكون «كان » زائدة ، و «عاقبة » مبتدأ ، وخبره «كَيْفَ » ، و «أَنَّا دَمَّرنَاهُم » بدل من «عاقبة » أو خبر مبتدأ مضمر{[39208]} ، وفيه تعسُّف .
التاسع : أنها على حذف الجار أيضاً ، إلا أنه الباء ، أي : بأنَّا دمَّرناهم ، ذكره أبو البقاء{[39209]} .
العاشر : أنها بدل من «كَيْفَ »{[39210]} ، وهذا وهم من قائله ، لأن المبدل من اسم الاستفهام يلزم معه إعادة حرف{[39211]} الاستفهام ، نحو : كم مالكم{[39212]} أعشرون أم ثلاثون{[39213]} ؟ وقال مكي : ويجوز في الكلام نصب «عَاقِبَة » ويجعل «أَنَّا دَمَّرنَّاهُم » اسم كان{[39214]} . انتهى .
بل كان هذا هو الأرجح كما كان النصب في قوله : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ } [ العنكبوت : 24 ] ونحوه{[39215]} أرجح ، لما تقدّم شبهه بالمضمر ، لتأويله بالمصدر ، وتقدّم تحقيق هذا{[39216]} . وقرأ أُبيّ : «أنْ دَمَّرْنَاهُمْ » وهي : أن{[39217]} المصدرية التي يجوز أن تنصب المضارع ، والكلام فيها كالكلام فيها كالكلام على «أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ »{[39218]} وأمّا قراءة الباقين ، فعلى الاستئناف ، وهو تفسير للعاقبة{[39219]} ، وكان يجوز فيها التمام والنقصان والزيادة ، و «كَيْفَ » وما في حيّزها في محل نصب على إسقاط الخافض ، لأنّه معلق للنظر ، و «أَجْمَعِينَ » : تأكيد للمعطوف والمعطوف عليه .
قال ابن عباس : أرسل الله الملائكة تلك الليلة إلى دار صالح يحرسونه ، فأتى التسعة دار صالح شاهرين سيوفهم فرمتهم الملائكة بالحجارة من حيث يرون الحجارة ولا يرون الملائكة ، فقتلتهم{[39220]} . وقال مقاتل : نزلوا في سفح جبل ينتظر بعضهم بعضاً ، ليأتوا دار صالح ، فجثم عليه الجبل فأهلكهم وأهلك الله قومهم بالصيحة{[39221]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.