قوله : { في أدنى الأرض } زعم بعضهم أن «أل » عوض من الضمير ، وأن الأصل { فِي أَدْنَى أرْضهم } وهو قول كُوفي ، وهذا على قول إن الهرب كان من جهة بلادهم ، وأما من يقول : إنه من جهة بلاد العرب فلا يتأتى ذلك . وقرأ العامة «غُلِبَتْ » مبنياً للمفعول ، وعلي بن أبي طالب وأبو سعيد الخُدْري وابن عمر وأهل الشام ببنائه للفاعل{[41780]} .
قوله : { وهم من بعد غلبهم } أي الروم من بعد غلب فارس إِيَّاهم . والغَلَبُ . والغَلَبَةُ «لُغَتَانِ » فعلى القراءة الشهيرة يكون المصدر مضافاً لمفعوله . ثم هذا المفعول إما أن يكون مرفوع المحل على أن المصدر المضاف إليه مأخذ من مبني ( للمفعول{[41781]} ) على خلاف في ذلك . وإما منصوب المحل على أن المصدر من مبني للفاعل ، والفاعل محذوف تقديره : من بعد أن غلبهم عدوهم وهم فارس{[41782]} ، وأما على القراءة الثانية فهو مضاف لفاعله .
قوله : «سَيَغْلِبُونَ » خبر المبتدأ ، و { مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ } متعلق به ، والعامة - بل نقل بعضهم الإجماع{[41783]} - على سيغلبون مبنياً للفاعل ، فعلى الشهيرة واضح أي من بعد أن غلبتهم فارس سيغلبون فارس ، وأما على القراءة الثانية فأخبر أنهم سيغلبون ثانياً بعد أن غلبوا{[41784]} أولاً ، وروي عن ابن عمر أنه قرأ ببنائه للمفعول{[41785]} . وهذا مخالف لما ورد في سبب الآية ، وما ورد في الأحاديث ، وقد يلائم هذا بعض ملاءمة من قرأ «غَلَبَتْ » مبنياً للفاعل ، وقد تقدم أن ابن عمر ممن قرأ ( بذلك{[41786]} ) . وقد خرج النحاس{[41787]} قراءة عبد الله بن عُمَر على تخريج حسنٍ ، وهو أن المعنى : وفارس من بعد غلبهم للروم{[41788]} سيغلبون إلا أن فيه إضمار ما لم يذكر ولا جرى سبب ذكره{[41789]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.