قوله : { والَّذِينَ جَاهَدُوا } ( يجوز ){[41755]} فيه ما جاز في «الذين آمنوا » أول السورة{[41756]} وفيه رد على ثَعْلَب{[41757]} حيث زعم أَنَّ جملة القسم لا تقع خبراً للمبتدأ{[41758]} ، والمعنى : والذين{[41759]} جاهدوا المشركين لنُصرة ديننا «لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا » لَنُثَبِّتَنَّهُمْ على ما قاتلوا عليه وقيل : لنَزِيدنهم هدى{[41760]} ، كما قال : { وَيَزِيدُ الله الذين اهتدوا هُدًى } [ مريم : 76 ] وقيل : لَنَهْدِيَنَّهُمْ{[41761]} لإصابة الطرق المستقيمة ، والطرق المستقيمة هي التي توصل إلى رضى الله - عزّ وجلّ - قال سفيان بن عيينة{[41762]} : إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور ، فإن الله قال : { والذين جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }{[41763]} وقيل : المجاهدة هي الصبر على الطاعات قال الحسن{[41764]} : أفضلُ الجهاد مخالفة الهوى ، وَقَالَ الفضيل بن عياض{[41765]} { والَّذِينَ جَاهَدُوا في إقامة السنة لنهدينهم سبيل الجنة } .
قوله : { وَإِنَّ الله لَمَعَ المحسنين } من إقامة الظاهر مُقَام المضمر ، إظهاراً لشرفهم ، والمعنى لمع المحسنين بالنصر والمعونة في دنياهم ، وبالثواب والمغفرة في عقباهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.