قوله : { خَلَقَ السماوات بِغَيْرِ عَمَدٍ } وهذا تبيين لقوّته وحكمته ، وقد تقدم الكلام على نظيرها في الوعد{[42371]} . واعلم أن أكثر المفسرين قال : إن السموات مبسوطةً كصُحُفٍ مستوية{[42372]} لقوله تعالى : { يَوْمَ نَطْوِي السماء كَطَيِّ السجل لِلْكُتُبِ } [ الأنبياء : 104 ] . وقال بعضهم : إنها مستديرة وهو قول ( جميع{[42373]} ) المهندسين والغزاليُّ{[42374]} - رحمه الله{[42375]} - قال ونحن نوافقهم على ذلك فإن لهم عليها دليلاً من المحسوسات ومخالفة الحسّ لا يجوز وإن كان في الباب خبر نؤوله بما يحتمله فضلاً من ( أن{[42376]} ) ليس في القرآن والخبر مما يدل على ذلك صريحاً بل ما يدل عليه الاستدارة{[42377]} كقوله تعالى : { كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ الأنبياء : 33 ] «والفلك » اسم لشيء مستدير بل الواجب أن يقال : إن السماء سواء كانت مستديرة أو صفحةً مستقيمة هو مخلوق بقدرة الله لا بإيجاب وطبع ( وتقدم{[42378]} ) الكلام على نظير الآية إلى قوله : «كَرِيم »{[42379]} . والكريم الحسن ، أو ذي كرم لأنه يأتي كثيراً من غير حساب أو مُكْرِم{[42380]} مثل نَقِيصٍ للمُنْقِص .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.