اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجٖ كَرِيمٍ} (10)

قوله : { خَلَقَ السماوات بِغَيْرِ عَمَدٍ } وهذا تبيين لقوّته وحكمته ، وقد تقدم الكلام على نظيرها في الوعد{[42371]} . واعلم أن أكثر المفسرين قال : إن السموات مبسوطةً كصُحُفٍ مستوية{[42372]} لقوله تعالى : { يَوْمَ نَطْوِي السماء كَطَيِّ السجل لِلْكُتُبِ } [ الأنبياء : 104 ] . وقال بعضهم : إنها مستديرة وهو قول ( جميع{[42373]} ) المهندسين والغزاليُّ{[42374]} - رحمه الله{[42375]} - قال ونحن نوافقهم على ذلك فإن لهم عليها دليلاً من المحسوسات ومخالفة الحسّ لا يجوز وإن كان في الباب خبر نؤوله بما يحتمله فضلاً من ( أن{[42376]} ) ليس في القرآن والخبر مما يدل على ذلك صريحاً بل ما يدل عليه الاستدارة{[42377]} كقوله تعالى : { كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ الأنبياء : 33 ] «والفلك » اسم لشيء مستدير بل الواجب أن يقال : إن السماء سواء كانت مستديرة أو صفحةً مستقيمة هو مخلوق بقدرة الله لا بإيجاب وطبع ( وتقدم{[42378]} ) الكلام على نظير الآية إلى قوله : «كَرِيم »{[42379]} . والكريم الحسن ، أو ذي كرم لأنه يأتي كثيراً من غير حساب أو مُكْرِم{[42380]} مثل نَقِيصٍ للمُنْقِص .


[42371]:يقصد قوله تعالى: {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش...} الآية وهي الآية رقم "2".
[42372]:في "ب" لصحف مبسوطة.
[42373]:سقطت من "ب".
[42374]:ساقط من "ب".
[42375]:تقدم.
[42376]:نقله الفخر الرازي 25/143 وما بين القوسين سقط من "ب".
[42377]:في "ب" مل يدل على الاستدارة.
[42378]:سقطت من "ب".
[42379]:يشير إلى الآية "7" من الشعراء وهي قوله تعالى: {أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم}.
[42380]:في "ب" يكرم.