اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ} (35)

قوله : { وَمَا يُلَقَّاها } : العامة على يُلَقَّاها من التَّلْقِيَة . وابن كثير في رواية وطلحة بن مصرف يُلاَقَاها{[48851]} من المُلاَقَاةِ ، فالضمير للخصلة أو الكلمة ، ( أو الجنة{[48852]} أو شهادة التوحيد .

فصل

لما أرشد الله تعالى إلى الطريق النافع في الدين والدنيا ) قال : { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الذين صَبَرُواْ } ( قَالَ{[48853]} الزَّجاج : «وَمَا يُلَقَّى هذه الفِعْلَةَ إلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا ) على تحمل المكاره وتجرح الشدائد وكظم الغيظ ، وترك الانتقام . { وما يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } من الفضائل النفسانية{[48854]} . وقال قتادة{[48855]} الحظ العظيم الجنة ، أي وما يلقاها إلا من وجبت له الجنة .


[48851]:من القراءات الشاذة، ولم أجدها عن ابن كثير في المتواتر وانظر مختصر ابن خالويه 133 والبحر المحيط 7/498.
[48852]:ما بين المعقوفين كله سقط من ب.
[48853]:ما بين القوسين سقط من أ الأصل والمؤلف نقل كعادته عن الرازي هذا وما في إعراب القرآن للزجاج "وما يلقاها إلا من وجبت له الجنة" 4/386.
[48854]:قاله الرازي 27/127.
[48855]:البغوي 6/113.