اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

قوله : «وَمِنْ آيَاتِهِ » أي ومن دلائل قدرته أنك ترى الأرض خاشعةً أي يابسة غير الإنبات فيها { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الماء اهتزت وَرَبَتْ } ، أي تحركت بالنبات ، وَرَبَت انْتَفَخَتْ ؛ لأن النبت إذا قرب أن يظهر ارتفعت له الأرض{[48872]} وانتفخت ثم تصدعت عن النبات .

واعلم أنه تعالى لما ذكر الدلائل الأربعة الفلكية أتبعها بذكر الدلائل الأرضية وهي هذه الآية ثم قال : { إِنَّ الذي أَحْيَاهَا لَمُحْيىِ الموتى } يعنى أن القادر على إحياء الأرض بعد موتها هو القادرُ على أحياء هذه الأجساد بعد موتها . ثم قال : { إِنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وهذا هو الدليل الأصلي وتقدم تقريره مِرَاراً .


[48872]:قاله الزجاج في معاني القرآن 4/388.