مكية{[1]} وهي ثلاث وخمسون آية ، وثمانمائة وست وستون كلمة ، وثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا{[2]} .
قوله تعالى : «حم عسق » تقدم الكلام في أمثال هذه الفواتح{[49008]} .
وسئل الحُسينُ بنُ الفضل : لم قطع حم عسق ولم يقطع كهيعص{[49009]} فقال : لأنها سور أوائلها «حم » فجرت مجرى نظائرها . كأنَّ «حم » مبتدأ و«عسق » خبره ، ولأنهما عدا آيتين وأخواتها مثل : كهيعص ، والمص والمر عدت آية واحدة{[49010]} . وقيل : لأن أهل التأويل لم يختلفوا في كهيعص ، وأخواتها ، لأنها حروف التهجي لا غير{[49011]} .
واختلفوا في «حم » فأخرجها بعضهم من حيِّز الحروف ، وجعلها فعلاً . وقيل : معناه حُمَّ أي قضي ما هو كائن{[49012]} . روى عكرمة عن ابن عباس ( رضي الله{[49013]} عنهما ) أنه قال : «ح » حلمه «م » مجده «ع » علمه ، «س » سناؤه ، «ق » قدرته أقسم الله بها . وقال شهرُ بن حوشب وعطاءُ بن أبي رباح : «ح » حرب يعِزُّ فيها الذليل ويذلُّ فيها العزيز من قريش «م » ملكُ يتحول مِنْ قوم إلى قوم «ع » عدوٌّ لقريش يقصدهم «س » سبيٌ يكون فيهم «ق » قُدرةُ الله النافذة في خلقه ؛ ورُوِيَ عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) أنه قال : ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحيت إليه حم عسق فلذلك قال : يُوحى إليك وإلى الَّذِين من قبلك وعلى هذا فقوله { الله العزيز الحكيم } تبيين للفاعل كأنه قال : من يوحي ؟ فقيل : الله العزيزُ الحكيم{[49014]} كما سيأتي . وقرأ ابنُ عباس وابنُ مسعود حمَ سَق{[49015]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.