اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ} (51)

ولما حكى الله تعالى أقوال الذي أنعم عليه بعد وقوعه في الآفات حكى أفعاله أيضاً فقال : { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } أي أعرض عن التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله . { وَنَأَى بِجَانِبِهِ } أي تعاظم ، ثم إن مسه الضر والفقر أقبل على دوام الدعاء وأخذ في الابتهال والتضرع{[48976]} . ومعنى «عريض » كبير . والعرب تستعمل الطُّول والعَرْضَ في الكثرة ، يقال : أَطَالَ فلانٌ الكَلاَم والدعاءَ وأعْرَضَ أي أَكثَرَ{[48977]} .


[48976]:الرازي السابق والكشاف 3/457.
[48977]:المرجعان السابقان.