قوله تعالى : { وَلِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض . . . } الآية لما احتج بكونه قادراً على الإحياء في المرة الثانية في الآيات المتقدمة ، عَمَّمَ الدليل فقال : { وَلِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض } أي لله القدرة على جميع الكائنات سواء كانت في السموات أو في الأرض . وإذا ثبت كونه تعالى قادراً على كُلِّ الممكنات وثبت أن حصول الحياة في هذه الدار ممكن إذ لو لم يكن ممكناً لما حصل في المرة الأولى ، فيلزم من هاتين المقدمتين كونه تعالى قادراً على الإحياء في المرة الثانية . ولما بين تعالى إمكانية القول بالحشر والنشر في هذين الطريقين ، ذكر تفاصيل أحوالِ القيامة{[50721]} فأولها : قوله : { وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة } في عامله وجهان :
أحدهما : أنه «يخسر » و «يومئذ » بدل من «يَوْمَ تَقُومُ »{[50722]} . والتنوين على هذا التنوين عوض عن جملة مقدرة ولم يتقدم من الجمل إلا «تقوم الساعة » فيصير التقدير : ويوم تقوم الساعة يومئذ تقوم الساعة . وهذا الذي قدروه ليس فيه مزيد فائدة ، فيكون بدلاً توكيديًّا{[50723]} .
والثاني : أن العامل فيه مقدر ، قالوا لأن يوم القيامة حالة ثالثة ليست بالسَّماء ولا الأرض ، لأنهما يتبدلان فكأنه قيل : ولله ملك السموات والأرض والملك يوم تقوم . ويكون قوله : «يَوْمَئذٍ » معمولاً ليخسرُ ، والجملة مستأنفة من حيثُ اللفظ ، وإنْ كَانَ لها تعلق بما قبلها من حيثُ المَعْنَى{[50724]} .
اعلم أنَّ الحَيَاةَ والعقل والصحة كأنها رأس مال ، والتصرف فيها بطلب السعادة الأخروية مَجْرَى تصرف التاجر في ماله لطلب الربح ، والكفار قد اتعبوا أنفسهم في تصرفاتهم بالكفر والأباطيل ، فلم يجدوا في ذلك اليوم إلاَّ الحرمان والخِذلان ودخول النار ؛ وذلك في الحقيقة نهاية الخسران{[50725]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.