قوله تعالى : { وَهُوَ الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } وهذا تبيين لما تقدم من قوله : { وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الذين كفَرُواْ لَوَلَّوُاْ الأدبار } [ الفتح : 22 ] بتقدير الله ، كما أنه كف أيهديهم عنكم بالفرار ، وأيديكم عنهم بالرجوع عنهم وتركهم .
روى ثابتٌ عن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ){[51778]} أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هُبَطُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم{[51779]} متسلحين يريدون غِرَّةَ{[51780]} النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذهم سلْماً فاستحياهم{[51781]} فأنزل الله : { وَهُوَ الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } .
قال عبد الله بن مُغَفَّل المُزَنيّ : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى «في القرآن » ، وعلى ظهره غُصْنٌ من أغصان الشجرة فرفعته عن ظهرهِ ، وعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه{[51782]} ) بين يديه يكتب كتاب الصلح فخرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح فنادَوْا في وجوهنا فدعى عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جئتم في عهد ( أحد{[51783]} ) أو هل جَعَلَ{[51784]} لكم أحد أمناً ؟ قالوا : اللَّهم لا فَخَلَّى سبيلهم . فأنزل الله هذه الآية{[51785]} .
قوله : { وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } قرأ أبو عمرو{[51786]} يَعْلَمُونَ بالياء وقرأ الآخرون بالتاء من فوق قرأ الغيبة فهو رجوع إلى قوله : «أيْدِيَهُمْ » وَ«عَنْهُمْ » . ومن قرأ بالخطاب فهو رجوع إلى قوله : «أيْدِيَكُمْ » و«عَنكُم » ، والمعنى أن الله يرى فيه من المصلحة وإنْ كُنْتُمْ لا ترون ذلك{[51787]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.