اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (18)

والمرادُ بالقاهر الغالب ، وفي " القاهِرِ " زيادَةُ معنى على القدرةِ وهو منع غيره من بلوغ المُرَادِ .

وقيل : المنفرد بالتَّدْبير الذي يجبرُ الخَلْق على مُرَادِه .

قوله : " فوق " فيه أوجه{[13427]} :

أظهرها : أنه مَنْصُوبٌ باسم الفاعل قَبْلَهُ ، والفوقيَّةُ هنا عبارةٌ عن الاسْتِعْلاءِ والغَلَبَة .

والثاني : أنه مرفوعٌ على [ أنه ] خبر ثانٍ ، أخبر عنه بشيئين :

أحدهما : أنه قاهرٌ .

والثاني : أنه فوق عباده بالغَلَبَةِ .

والثالث : أنه بَدَلٌ من الخبر .

والرابع : أنه منصوبٌ على الحال من الضمير في " القاهر " كأنهُ قيل : وهو القاهرُ مُسْتَعْلِياً أو غالباً ، ذكره المهدوي وأبو البقاء{[13428]} .

الخامس : أنها زائدةٌ ، والتقديرُ : وهو القَاهِرُ عِبَادَهُ .

ومثله : { فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ } [ الأنفال : 12 ] وهذا مردود ؛ لأن الأسماء لا تزاد{[13429]} .

ثم قال " وهو الحكيم " أي في أمره ، " الخبيرُ " بأعمال عباده .


[13427]:ينظر: الدر المصون 3/26.
[13428]:ينظر: الدر المصون 3/26 الإملاء 1/237 وأبو البقاء سقط في [ب].
[13429]:في ب: لا تراه.