قوله : { وآخرين منهم } فيه وجهان{[56547]} :
أحدهما : أنه مجرور عطفاً على «الأميين » ، أي : وبعث في آخرين من الأميين و{ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } صفة ل «آخرينَ » .
والثاني : أنه منصوب عطفاً على الضَّمير المنصوب في «يُعلِّمُهُم » .
أي : ويعلم آخرين لم يلحقوا بهم وسيلحقون ، فكلّ من تعلم شريعة محمد صلى الله عليه وسلم إلى آخر الزَّمان فرسول الله صلى الله عليه وسلم معلمه بالقوة ؛ لأنه أصل ذلك الخير العظيم والفضل الجسيم .
قوله : { لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } .
أي : لم يكونوا في زمانهم وسيجيئون بعدهم{[56548]} .
قال ابن عمر وسعيد بن جبير : هم العجم{[56549]} .
وفي «صحيح البخاري » ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : «كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة الجمعة ، فلما قرأ : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } قال رجل : من هؤلاء يا رسول الله ؟ فلم يراجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثاً قال : وفينا سلمان الفارسي قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال : " لَوْ كَانَ الإيمانُ عِندَ الثُّريَّا لناله رجالٌ مِنْ هؤلاءِ " ، وفي رواية : " لَوْ كَانَ الدِّينُ عندَ الثُّريَّا لذهب بِهِ رجُلٌ من فارسَ ، أو قال : مِنْ أبْناءِ فِارِسَ حتَّى يتناولهُ " لفظ مسلم{[56550]} .
وقال عكرمة : هم التابعون{[56551]} .
وقال مجاهد : هم الناس كلهم ، يعني من بعد العرب الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم{[56552]} .
وقاله ابن زيد ومقاتل بن حيان ، قالا : هم من دخل الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة{[56553]} .
قال سهل بن سعد الساعدي : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ في أصْلاب أمَّتِي رجالاً ونِساءً يدخُلونَ الجنَّة بغيرِ حسابٍ " ثم تلا : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } والقول الأول أثبتُ{[56554]} .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «رأيتُني أسْقِي غَنَماً سُوداً ثُمَّ أتبعتُهَا غَنَماً عُفْراً أوِّلْها يَا أبا بَكْر » ، قال : يا نبِيَّ الله ، أما السُّودُ فالعربُ ، وأمَّا العُفْرُ فالعجمُ تتبعُك بعد العربِ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «كَذِلكَ أوَّلها الملك يا أبا بكر » «يعني : جبريل عليه السلام ، رواه ابن أبي ليلى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -{[56555]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.