اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ} (24)

قوله : { قُلْ هُوَ الذي ذَرَأَكُمْ فِي الأرض وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } .

قال ابن الخطيب{[57460]} : اعلم أنه تعالى استدل بأحوال الحيوانِ أولاً ، ثم بصفات الإنسانِ ثانياً ، وهي السمع والبصر والعقل ، ثم بحدوث ذاته ثالثاً ، وهو قوله : { قُلْ هُوَ الذي ذَرَأَكُمْ فِي الأرض } واعلم أن الشروع في هذه الدلائل ، إنما كان لبيان صحة الحشر ، ليثبت ما ادعاه في قوله : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ، ولهذا ختم الآية بقوله : { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } ، لأنه لما كانت القدرة على الخلق ابتداء ، توجب القدرة على الإعادة ، فلهذا ختمها بقوله : { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } .

فصل في معنى : «ذرأكم »

قال ابن عباسٍ : خلقكم في الأرض{[57461]} .

وقال ابن بحر : نشركم فيها ، وفرقكم فيها على ظهرها ، { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } فيجازي كلاًّ بعمله .


[57460]:السابق.
[57461]:ينظر القرطبي (18/132).