اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي يَرۡزُقُكُمۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥۚ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوّٖ وَنُفُورٍ} (21)

ورد عليهم الثاني بقوله : { أَمَّنْ هذا الذي يَرْزُقُكُمْ } الآية .

قوله : { إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } شرط ، جوابه محذوف للدلالة عليه ، أي : أفمن يرزقكم غيره .

وقدّر الزمخشريٌّ شرطاً بعد قوله : { أَمَّنْ هذا الذي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ } تقديره{[57445]} : «إن أرسل عليكم عذابه » ولا حاجة له صناعة .

فصل في معنى الآية :

المعنى { أَمَّنْ هذا الذي يَرْزُقُكُم } أي : يعطيكم منافع الدنيا .

وقيل : من آلهتكم «إنْ أمسَكَ » يعني الله تعالى رزقه ، وهذا مما لا ينكره ذو عقل ، وهو أنه تعالى إن أمسك أسباب الرزق كالمطر والنبات وغيرهما ، لما وجد رازق سواه ، فعند وضوح هذا الأمر قال تعالى : { بَل لَّجُّواْ } ، أي : تمادوا وأصروا «فِي عُتُوٍّ » طغيان «ونُفورٍ » عن الحق ، أو تباعد أو إعراض عن الحق .


[57445]:ينظر: الكشاف 4/581.