اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ} (17)

قوله ، { أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي السماء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً } .

قال ابن عباس : أي : حجارة من السماء ، كما أرسلها على قوم لوطٍ وأصحاب الفيل{[57426]} .

وقيل : ريح فيها حجارة وحصباء ، كأنها تقلع الحصباء ، لشدتها وقوتها .

وقيل : سحاب فيه حجارة .

قوله : { فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } .

قيل : هاهنا النذير : المنذر ، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، وهو قول عطاء عن ابن عباس والضحاك ، والمعنى : فستعلمون رسولي ، وصدقه ولكن حين لا ينفعكم ذلك .

وقيل : إنه بمعنى الإنذار ، والمعنى فستعلمون عاقبة إنذاري إياكم بالكتاب والرسول ، وكيف في قوله : { كَيْفَ نَذِيرِ }[ ينبئ ]{[57427]} عن ما ذكرنا من صدق الرسول ، وعقوبة الإنذار .

وقد تقدم أن «نَذِير ، ونكير » مصدران بمعنى الإنذار ؛ والإنكار .

وأثبت{[57428]} ورش ياء «نذيري » وقفاً ، وحذفها وصلاً ، وحذفها الباقون في الحالين .


[57426]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (18/141).
[57427]:في أ: يعني.
[57428]:ينظر: السبعة 645، والحجة 308، وإعراب القراءات 2/380، والعنوان 194، وشرح الطيبة 6/64، وإتحاف 2/551.