اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ كَٰفِرُونَ} (45)

قوله : " الَّذينَ " يجوز أن يكون مرفوع المحل ومنصوبه على القطع فيهما ، ومجروره على النَّعت ، أو البدل ، أو عطف البيانِ .

ومفعول " يَصُّدُّونَ " محذوف أي : يَصُدُّون النَّاسَ ، ويجوز ألاّ يُقدر له مفعول .

والمعنى : الَّذين من شأنهم الصَّدُّ كقولهم : " هو يعطي ويمنع " .

ومعنى " يَصُدُّونَ " أي : يمنعون النَّاس من قبول الدين الحقِّ ، إمَّا بالقهر ، وإمّا بسائر الحِيَلِ .

ويجوز أن يكون " يَصُدُّونَ " بمعنى يعرضون من : صدَّ صُدُوداً ، فيكون لازماً .

قوله : { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي بإلقاء الشكوك والشُّبُهَات في دلائل الدِّين الحق ، ثم قال : و { بالآخرة كَافِرُونَ } .

وهذا يدلُّ على فساد ما قاله القَاضِي من أنَّ ذلك اللعن يعم الفاسق والكافر{[16168]} .

والعِوج بكسر العين في الدّين والأمر وكلّ ما لم يكن قائماً . وبالفتح في كلِّ ما كان قائماً كالحائظ والرُّمح ونحوه .


[16168]:ينظر: تفسير الرازي 14/71.