الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ كَٰفِرُونَ} (45)

ثم ابتدأ بصفة من استحق هذه اللعنة ، فأخبر بصفتهم في الدنيا ، فقال : { الذين يصدون عن سبيل الله } ، إلى : { كافرون }[ 45 ] ، فهما قصتان ، إحداهما في الآخرة والأخرى في الدنيا ، اتصلتا .

{ الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا } .

أي : حاولوا أن يغيروها{[23726]} ، ويبدلوها عما جعلها الله ( عليه ){[23727]} من استقامتها{[23728]} .

{ وهم بالآخرة } . أي : بالبعث{[23729]} . { كافرون } . أي : جاحدون{[23730]} .

والعرب تقول للميل في الطريق والدين " عِوَجٌ " بالكسر{[23731]} ، وفي ميل الرجل على{[23732]} الشيء وهو العطف عليه : " عاج{[23733]} إليه يَعُج عياجا{[23734]} وعَوَجاً وعِوَجاً " ، بكسر العين وفتحه . وما كان خلقه في الإنسان ، فإنه يقال{[23735]} فيه : " العَوَج " بالفتح ، يقال : " ما أبين{[23736]} عَوَج ساقه " ، بفتح العين{[23737]} .


[23726]:السبيل: يؤنث ويذكر. وهما معروفان في القرآن. انظر: المذكر والمؤنث لأبي حاتم السجستاني 129، والقصيدة الموشحة بالأسماء المؤنثة السماعية لابن الحاجب130.
[23727]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[23728]:جامع البيان 12/448، بتصرف يسير.
[23729]:جامع البيان 12/448.
[23730]:المصدر نفسه.
[23731]:في جامع البيان 12/448: بكسر العين.
[23732]:في الأصل: عن الشيء، وهو تحريف. وصوابه من ج، وجامع البيان 12/448.
[23733]:في ج: وعاج.
[23734]:في الأصل: عباجا، بالباء الموحدة، وهو تصحيف.
[23735]:في الأصل: يقول، وهو تحريف وصوابه من ج، وجامع البيان 12/448.
[23736]:في ج: ما أعوج.
[23737]:جامع البيان 12/448، بتصرف. وانظر: إصلاح المنطق لابن السكيت 164، وأساس البلاغة، واللسان/عوج.