تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَـٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (77)

{ بعهد الله } أمره ونهيه ، أو ما جعل في العقل من الزجر عن الباطل والانقياد إلى الحق . { لا خلاق } من الخلْق وهو التقدير أي لا نصيب ، أو من الخلُق أي لا نصيب لهم مما يوجبه الخلق الكريم . { ولا يكلمهم } بما يسرهم بل بما يسوؤهم عند الحساب ، لقوله تعالى : { علينا حسابهم } [ الغاشية : 26 ] أو لا يكلمهم أصلاً بل يكل حسابهم إلى الملائكة . { ولا ينظر إليهم } لا يراهم ، أو لا يمن عليهم . { ولا يزكيهم } لا يقضي بزكاتهم ، نزلت فيمن حلف يميناً فاجرة لينفق بيع سلعته ، أو في الأشعث نازع خصماً في أرض فقام ليحلف فنزلت فنكل الأشعث واعترف بالحق ، أو في أربعة من أحبار اليهود ، كتبوا كتاباً وحلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا أنه ليس عليهم في الأميين سبيل .