قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيمَانِهِم ثَمَناً قَلِيلاً } وفي العهد قولان :
أحدهما : ما أوجب الله تعالى على الإنسان من طاعته وكَفَّه عن معصيته .
والثاني : ما في عقل الإنسان من الزجر عن الباطل والانقياد إلى الحق .
{ أَولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُم فِي الآخِرةِ } . وفي أصل الخلاق قولان :
أحدهما : أن أصله من الخَلق بفتح الخاء وهو النفس ، وتقدير الكلام لا نصيب لهم .
والثاني : أن أصله الخُلق بضم الخاء لأنه نصيب مما يوجبه الخُلُق الكريم .
{ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ } فيه قولان :
أحدهما : لا يكلمهم الله بما يسرهم ، لكن يكلمهم بما يسوؤهم وقت الحساب لأنه قال : { ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا حِسَابَهُم } .
والثاني : لا يكلمهم أصلاً ولكن يرد حسابهم إلى الملائكة .
{ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ الْقِيَامَةِ } فيه قولان :
أحدهما : لا يراهم{[553]} .
{ وَلاَ يُزَكِّيهِم } أي لا يقضي بزكاتهم{[554]} .
واختلف أهل التفسير في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها نزلت في قوم من أحبار اليهود : أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق ، وكعب بن الأشرف ، وحيي بن أخطب كتبوا كتاباً بأيديهم ، ثم حلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا به ليس عليهم في الأميين سبيل ، وهو قول الحسن ، وعكرمة .
والثاني : أنها نزلت في الأشعث{[555]} وخصيم له تنازعاً في أرض ، فقام ليحلف ، فنزلت هذه الآية ، فنكل الأشعث واعترف بالحق .
والثالث : أنها نزلت في رجل حلف يميناً فاجرة في تنفيق سلعته في البيع ، وهذا قول عامر{[556]} ، ومجاهد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.