{ إِنَّ الذين يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله } قال ابن عباس في رواية أبي صالح : نزلت في شأن عبدان بن الأشوع ، وامرئ القيس بن عابس ، ادّعى أحدهما على صاحبه حقاً ، فأراد المدَّعى عليه أن يحلف بالكذب ، فنزلت هذه الآية . وقال مقاتل : نزلت في شأن رؤساء اليهود ، كتموا نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، لأجل منافع الدنيا . ويقال : إن جماعة من علماء اليهود ، قَدِموا المدينة من الشام ليُسلموا ، فلقيهم كَعْب بن الأشرف فقال لهم : تعلمون أنه نبي ؟ قالوا : نعم . فقال لهم كعب : حَرَّمْتُمْ على أنفسكم خيراً كثيراً ، لأني كنت أردت أن أَبْعث لكم الهدايا . فقالوا : حتى ننظر في ذلك ، فنظروا ثم رجعوا . فقالوا : ليس هو الذي وجدنا صفته ، فأخذ منهم إقرارهم وخطوطهم وأَيْمَانهم على ذلك ، ثم بعث إلى كل واحد منهم ثمانية أذرع من الكرباس ، وخمسة أصوع من الشعير ، فنزل في شأنهم { إِنَّ الذين يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله وأيمانهم ثَمَنًا قَلِيًلا } أي عرضاً يسيراً { أُوْلَئِكَ لاَ خلاق لَهُمْ في الآخرة } أي لا نصيب لهم في الآخرة { وَلاَ يُكَلّمُهُمُ الله } وقال الزجاج : قوله { وَلاَ يُكَلّمُهُمُ الله } ، يحتمل معنيين ؛ أحدهما إسماع كلام الله تعالى أولياءه ، خصوصاً لهم ، كما كلم موسى خصوصية له دون البشر ، ويجوز أن يكون تأويله للغضب عليهم ، كما يقال : فلان لا يكلم فلاناً ، ولا ينظر إليه ، أي هو غضبان عليه ، وإن كان هو يكلمه بكلام السوء ، فذلك معنى قوله لا يكلمهم ، أي بكلام الرحمة { وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القيامة } بالرحمة { وَلاَ يُزَكّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.