تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا} (157)

{ رسول الله } في زعمه ، من قول اليهود ، أو هو من قول الله -تعالى- لا على جهة الحكاية . { شُبّه لهم } كانوا يعرفونه ، فأُلقي شَبَهه على غيره فقتلوه ، أو لم يكونوا يعرفونه بعينه ، وإن كان مشهورا بينهم بالذكر فارتشى منهم مرتشي ثلاثين درهما ودلهم على غيره ، أو كانوا يعرفونه فخاف الرؤساء فتنة العوام بأن الله منعهم فقتلوا غيره إيهاما أنه المسيح ليزول افتتانهم به . { وإنّ الذين اختلفوا } قبل القتل فقال بعضهم : هو إله ، وقال آخرون : هو ولد وقال آخرون : ساحر . { إلا اتباع الظن } الشك الذي حدث فيهم بالاختلاف ، أو ما لهم بحاله من علم هل كان رسولا ، أو غير رسول ؟ إلا اتباع الظن . { يقينا } وما قتلوا ظنهم يقينا كقولك : ما قتلته علما ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو ما قتلوا أمره يقينا ، إن الرجل هو المسيح أو غيره ، أو ما قتلوه حقا .