( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا157 ) .
( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) .
قال أبو السعود : نظم قولهم هذا في سلك سائر جنايتهم التي نعيت عليهم ، ليس لمجرد كونه كذبا ، بل لتضمنه لابتهاجهم بقتل النبي عليه السلام والاستهزاء به . فإن وصفهم له عليه السلام بعنوان الرسالة إنما هو بطريق التهكم به عليه السلام . كما في قوله تعالى : ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) الخ{[2409]} . ولإنبائه عن ذكرها له عليه السلام بالوجه القبيح ، على ما قيل من أن ذلك وضع للذكر الجميل من جهته تعالى ، مكان ذكرهم القبيح . وقيل : هو نعت له عليه الصلاة والسلام من جهته تعالى . مدحا له ، ورفعا لمحله ، وإظهارا لغاية جراءتهم ، في تصديهم لقتله ، ونهاية وقاحتهم في افتخارهم بذلك .
قال الراغب : سمي عيسى بالمسيح لأنه مسحت عنه القوة الذميمة ، من الجهل والشره والحرص وسائر الأخلاق الذميمة . كما أن الدجال مسحت عنه القوة المحمودة من العلم والعقل والحلم والأخلاق الحميدة . وقال شمر : لأنه مسح بالبركة . وهو قوله تعالى : ( وجعلني مباركا أينما كنت ) {[2410]} . أو لأن الله مسح عنه الذنوب . وذكر المجد في كتابه / ( البصائر ) في اشتقاقه ستة وخمسين قولا . وتطرق شارح ( القاموس ) لبعضها . فأنظره ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) أي : لا يصح لهم الفخر بقتله . لأنهم ما قتلوه . ولا متمسك لهم فيما يزعمونه من صلبهم إياه . لأنهم ما صلبوه ولكن قتلوا وصلبوا من ألقي عليه شبهه . ( وان الذين اختلفوا فيه ) أي : في شأن عيسى ( لفي شك منه ) أي : من قتله . وسنبينه بعد ( ما لهم به ) أي : بقتله ( من علم إلا إتباع الظن ) استثناء منقطع . أي : لكن يتبعون فيه الظن الذي تخيلوه ( وما قتلوه يقينا ) أي : قتلا بمعنى متيقنين أنه عيسى عليه السلام ، بل فعلوه شاكين فيه . أو المعنى انتفى قتله انتفاء يقينا بمعنى انتفائه على سبيل القطع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.