جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا} (157)

{ وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } أي : من يزعم أنه رسول الله أو سموه رسولا استهزاء ، فالذم بسبب جرأتهم على الله تعالى وتبجحهم بقتله بعد ما أظهر المعجزات { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه{[1161]} لهم } أي : لكن وقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول فقتلوا شابا من أنصاره حسبوه عيسى ، أو شبه لهم من قتلوه بأن ألقى الله على رجل من اليهود شبهه فقتل { وإن الذين اختلفوا فيه } في شأن عيسى فإنهم لما قتلوا ذلك الرجل قال بعضهم : عيسى ، وقال بعضهم : ليس بعيسى وجهه وجه عيسى والبدن بدن غيره ، وقال بعضهم : كذاب قتلناه وقال بعضهم : ابن الله رفع إلى السماء { لفي شك منه } تردد من قتله { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } لكنهم يتبعون الظن { وما قتلوه يقينا } يقينا تأكيد ل ( ما قتلوه ) نحو : ما قتلوه حقا أي : حق انتفاء قتله حقا قيل : ( ما قتلوه متيقنين أنه هو ، بل شاكين متوهمين .


[1161]:روى النسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس أن رهطا من اليهود اجتمعوا على قتله فأخبره الله بأنه يرفعه إلى السماء فقال لأنصاره: أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهى فيقتل فيكون معي في الجنة؟ فقال شاب منهم أنا فألقى الله عليه شبهه فقتل وصلب، وعلى هذا معناه لكن وقع لهم التشبه بين عيسى والمقتول، وفي رواية: أن المقتول منافق دل اليهود على عيسى فألقى الله تعالى شبه عيسى على المنافق بعد ما رفع عيسى فقتلوه، أي: شبه لهم من قتلوه فشبه مسند إلى ضمير المقتول الدال عليه (إنا قتلنا) (ولهم): فاعل شبه/12 فتح.