لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا} (157)

قوله تعالى : { وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ } { عَزِيزًا حَكِيمًا } قيل أوقع الله شَبَهَهُ على الساعي به فقُتِلَ وصُلِبَ مكانه ، وقد قيل : مَنْ حفر بئراً لأخيه وقع فيها .

وقيل إن عيسى عليه السلام قال : مَنْ رَضِيَ بأن يُلْقَى عليه شَبَهِي فيُقتَل دوني فله الجنة ، فرضي به بعضُ أصحابه ، فيقال لمَّا صبر على مقاساة التلف لم يعدِم من الله الخلف ، قال الله تعالى :{ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }[ الكهف : 30 ] .

ويقال لمَّا صَحَّتْ صحبةُ الرجل مع عيسى - عليه السلام - بِنَفْسِهِ صَحِبَه بروحه ، فلمَّا رُفِعَ عيسى - عليه السلام - إلى محل الزلفة ، رفع روح هذا الذي فداه بنفسه إلى محل القربة .