تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ حَمۡلًا خَفِيفٗا فَمَرَّتۡ بِهِۦۖ فَلَمَّآ أَثۡقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (189)

{ نفس واحدة } آدم { زوجها } حواء { ليسكن } ليأوي ، أو ليألفها ويعطف عليها . { خفيفا } النطفة . { فمرّت به } استمرت إلى حال الثقل ، أو شكت هل حملت أم لا ؟ قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - . { دعوا } آدم وحواء . { صالحا } غلاماً سوياً ، أو بشرا سويا ، لأن إبليس أوهمها أنه بهيمة ، { جعلا له شركاء } كان اسم إبليس في السماء ' الحارث ' فلما ولدت حواء ، قال : سميه ' عبد الحارث ' فسمته ' عبد الله ' فمات فلما ولدت ثانيا قال لها ذلك فأبت ، فلما حملت ثالثاً قال لها ولآدم - عليه الصلاة والسلام _ أتظنان أن الله -تعالى- يترك عبده عندكما لا والله ليذهبن به كما ذهب بالأخوين ، فسمياه بذلك فعاش فكان إشراكهما في الاسم دون العبادة ، أو جعل ابن آدم وزوجته لله شركاء من الأصنام فيما آتاهما ، قاله الحسن .