تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ حَمۡلًا خَفِيفٗا فَمَرَّتۡ بِهِۦۖ فَلَمَّآ أَثۡقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (189)

{ هو الذي خلقكم من نفس واحدة } يعني : آدم { وجعل منها زوجها } يعني : حواء ؛ خلقها من ضلع آدم القصيرى اليسرى { فلما تغشاها حملت حملا خفيفا . . . } إلى قوله : { جعلا له شركاء فيما آتاهما } تفسير الكلبي : حملت حملا خفيفا يعني : حواء فمرت به –أي : قامت به وقعدت- ثم أتاها الشيطان في غير صورته فقال : يا حواء ، ما هذا في بطنك ؟ فقالت : لا أدري . قال : لعله بهيمة من هذه البهائم ، فقالت : ما أدري ، فأعرض عنها ؛ حتى إذا أثقلت أتاها ، فقال لها : كيف تجدينك يا حواء ؟ قالت : إني لأخاف أن يكون الذي خوفتني ، ما أستطيع القيام إذا قعدت . قال : أفرأيت إن دعوت الله ، فجعله إنسانا مثلك أو مثل آدم ، أتسمينه بي ؟ قالت : نعم ، فانصرف عنها وقالت لآدم : إن الذي في بطني أخشى أن يكون بهيمة من هذه البهائم ، وإني لأجد له ثقلا ، ولقد خفت أن يكون كما قال ، فلم يكن لآدم ولا لحواء هم غيره حتى وضعت ؛ فذلك قوله : { دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا } أي : إنسانا { لنكونن من الشاكرين } كان هذا دعاءهما قبل أن تلد ، فلما ولدت أتاهما إبليس ، فقال : ألا تسمينه بي ؛ كما وعدتني ؟ قالت : وما اسمك ؟ قال : عبد الحارث ، فسمته عبد الحارث ؛ فمات .