النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ حَمۡلًا خَفِيفٗا فَمَرَّتۡ بِهِۦۖ فَلَمَّآ أَثۡقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (189)

قوله عز وجل { هو الذي خلقكم من نفس واحدة } يعني آدم .

* { وجعل منها زوجها } يعني حواء .

* { ليسكن إليها } فيه وجهان : ( أحدهما ) معناه ليأوي إليها ، قاله أبو جعفر الطبري . ( والثاني ) معناه ليأنس ويميل إليها وينعطف عليها ، قاله علي بن عيسى .

* { فلما تغشاها } يعني بالإفضاء والإصابة{[1163]} .

* { حملت حملا خفيفا } يعني الماء الذي من نطفة آدم ، وكان خفيفا عليها .

* { فمرت به } فيه قولان : ( أحدهما ) معناه واستمرت به إلى حال الثقل ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة . ( الثالث ) شكت فيه أحملت أم لا ، قال ابن عباس .

* { فلما أثقلت دعوا الله ربهما } يعني آدم وحواء .

* { لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين } فيه تأويلان : ( أحدهما ) غلاما سويا ، قاله الحسن . ( والثاني ) بشرا سويا ، لأنهما أشفقا أن يكون بهيمة لأن إبليس قال لهما ذلك ، قاله أبو صالح .


[1163]:أي الوقاع.