الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَجَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا لِيَسۡكُنَ إِلَيۡهَاۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتۡ حَمۡلًا خَفِيفٗا فَمَرَّتۡ بِهِۦۖ فَلَمَّآ أَثۡقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنۡ ءَاتَيۡتَنَا صَٰلِحٗا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (189)

أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد ، فقال : سميه عبد الحارث فإنه يعيش ، فسمته عبد الحارث فعاش ، فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن سمرة بن جندب في قوله { فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء } قال : سمياه عبد الحارث .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أُبي بن كعب قال : لما حملت حواء وكان لا يعيش ولد أتاها الشيطان ، فقال : سمياه عبد الحارث يعيش لكما ، فسمياه عبد الحارث فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أُبي بن كعب قال : لما حملت حواء أتاها الشيطان ، فقال : أتطيعيني ويسلم لك ولدك ؟ سميه عبد الحارث فلم تفعل ، فولدت فمات ، ثم حملت فقال لها مثل ذلك : فلم تفعل ، ثم حملت الثالث فجاءها فقال لها : إن تطيعيني سلم لك ، وإلا فإنه يكون بهيمة ، فهيبها ، فأطاعته .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : ولد لآدم ولد فسماه عبد الله ، فأتاهما إبليس فقال : ما سميتما ابنكما هذا ؟ قال : عبد الله ، وكان ولد لهما قبل ذلك ولد فسمياه عبد الله . فقال إبليس : أتظنان أن الله تارك عبده عندكما ؟ ووالله ليذهبن به كما ذهب بالآخر ولكن أدلكما على اسم يبقى لكما ما بقيتما فسمياه عبد شمس فسمياه ، فذلك قوله تعالى { أيشركون ما لا يخلق شيئاً } الشمس لا تخلق شيئاً إنما هي مخلوقة . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « خدعها مرتين » . قال زيد : خدعهما في الجنة ، وخدعهما في الأرض .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : لما أهبط الله آدم وحواء ألقى في نفسه الشهوة لامرأته ، فتحرك ذلك منه فأصابها ، فليس إلا أن أصابها حملت ، فليس إلا أن حملت تحرك ولدها في بطنها ، فقالت : ما هذا ؟ فجاءها إبليس فقال لها : إنك حملت فتلدين . قالت : ما ألد ؟ قال : ما هل ترين إلا ناقة أو بقرة أو ماعزة أو ضانية هو بعض ذلك ، ويخرج من أنفك أو من عينك أو من أذنك . قالت : والله ما مني من شيء إلا وهو يضيق عن ذلك ! قال : فأطيعيني وسميه عبد الحارث - وكان اسمه في الملائكة الحارث - تلدي مثلك ، فذكرت ذلك لآدم فقال : هو صاحبنا الذي قد علمت . فمات ثم حملت بآخر ، فجاءها فقال : أطيعيني أو قتلته فإني أنا قتلت الأول ، فذكرت ذلك لآدم فقال مثل قوله الأوّل ، ثم حملت بالثالث فجاءها فقال لها مثل ما قال ، فذكرت ذلك لآدم فكأنه لم يكره ذلك ، فسمته عبد الحارث فذلك قوله { جعلا له شركاء فيما آتاهما } .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : حملت حواء ، فأتاها إبليس فقال : إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة ، لتطيعيني أو لأجعلن له قربى أيل فيخرج من بطنك فيشقه ، ولأفعلن ولأفعلن - فخوّفهما - سمياه عبد الحارث ، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً ، ثم حملت فأتاهما أيضاً فقال مثل ذلك ، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً ، ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث ، فذلك قوله { جعلا له شركاء فيما آتاهما } .

وأخرج عبد بن حميد عن السدي قال : إن أول اسم سمياه عبد الرحمن فمات ، ثم سمياه صالحاً فمات ، يعني آدم وحواء .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : كانت حواء تلد لآدم أولاد . فتعبدهم لله ، وتسميه عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك فيصيبهم الموت ، فأتاها إبليس وآدم فقال : إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش ، فولدت له رجلاً فسماه عبد الحارث ، ففيه أنزل الله { وهو الذي خلقكم من نفس واحدة } إلى آخر الآية .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال : كان هذا في بعض أهل الملل وليس بآدم .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه قرأها { حملت حملاً خفيفاً فمرت به } .

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن سمرة في قوله { حملت حملاً خفيفاً } . قال : خفيفاً لم يستبن ، فمرت به لما استبان حملها .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فمرت به } قال : فشكت أحملت أم لا .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أيوب قال : سئل الحسن عن قوله { حملت حملاً خفيفاً فمرت به } قال : فشكت أحملت أم لا .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أيوب قال : سئل الحسن عن قوله { حملت حملاً خفيفاً فمرت به } قال : لو كنت عربياً لعرفتها ، إنما هي استمرت بالحمل .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { حملت حملاً خفيفاً } قال : هي من النطفة { فمرت به } يقول : استمرت .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { فمرت به } قال : فاستمرت به .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { فمرت به } قال : فاستمرت بحمله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { فمرت به } قال : فاستمرت بحمله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران في قوله { فمرت به } قال : استخفته .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي { فلما أثقلت } قال : كبر الولد في بطنها .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله { لئن آتيتنا } قال : أشفقا أن يكون بهيمة ، فقالا : لئن آتيتنا بشراً سوياً .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : أشفقا أن لا يكون إنساناً .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { لئن آتيتنا صالحاً } قال : غلاماً سوياً .