تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدٗا ضِرَارٗا وَكُفۡرٗا وَتَفۡرِيقَۢا بَيۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَادٗا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (107)

{ والذين اتخذوا مسجدا } هم بنو عمرو بن عوف ، اثنا عشر رجلاً من الأنصار بنوا مسجد الضرار . { وتفريقا بين المؤمنين } لئلا يجتمعوا في مسجد قباء . { وإرصادا } انتظاراً لسوء يتوقع ، أو لحفظ مكروه يفعل . { لمن حارب الله ورسوله } بمخالفتهما ، أو عداوتهما ، وهو أبو عامر الراهب والد حنظلة بن الراهب ، وكان قد حزَّب على الرسول صلى الله عليه وسلم فبنوه له ليصلي فيه إذا رجع من عند هرقل اعتقاداً منهم أنه إذا صلى فيه نُصروا ، ابتدءوا بنيانه والرسول صلى الله عليه وسلم خارج إلى تبوك فسألوه أن يصلي فيه فقال : " أنا على سفر ولو قدمنا - إن شاء الله تعالى - أتيناكم وصلينا لكم فيه " ، فلما رجع أتوه وقد فرغوا منه وصلوا فيه الجمعة والسبت والأحد وقالوا : قد فرغنا منه ، فأتاه خبره وأنزل الله -تعالى- فيه ما أنزل . { لا تقم فيه } لا تُصلِّ فيه فعند ذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدمه فحُرق ، أو انهار في يوم الاثنين ولم يُحرق .