تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدٗا ضِرَارٗا وَكُفۡرٗا وَتَفۡرِيقَۢا بَيۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَادٗا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (107)

ثم قال : { والذين اتخذوا مسجدا ضرارا } ، يعنى مسجد المنافقين ، { وكفرا } في قلوبهم ، يعنى النفاق ، { وتفريقا بين المؤمنين } ، نزلت في اثنى عشر رجلا من المنافقين ، وهم من الأنصار كلهم ، من بني عمرو بن عوف ، منهم : حرج بن خشف ، وحارثة بن عمرو وابنه زيد بن حارثة ، ونفيل بن الحرث ، ووديعة بن ثابت ، وحزام بن

خالد ، ومجمع بن حارثة ، قالوا : نبني مسجدا نتحدث فيه ونخلوا فيه ، فإذا رجع أبو عامر الراهب اليهودي من الشام أبو حنظلة غسيل الملائكة ، قلنا له : بنيناه لتكون إمامنا فيه .

فذلك قوله : { وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل } ، يعنى أبا عامر الذي كان يسمى الراهب ؛ لأنه كان يتعبد ويلتمس العلم ، فمات كافرا بقنسرين لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يبعد علينا المشي إلى الصلاة ، فأذن لنا في بناء مسجد ، فأذن لهم ، ففرغوا منه يوم الجمعة ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : من يؤمهم ؟ قال : "رجل منهم" فأمر مجمع بن حارثة أن يؤمهم ، فنزلت هذه الآية ، وحلف مجمع : ما أردنا ببناء المسجد إلا الخير ، فأنزل الله عز وجل في مجمع : { وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون } [ آية :107 ] فيما يحلفون .